الرئيسية » مقالات » مقالاتي

‫#‏القدس_العربي_اللندنية‬ / ترجمة عن صحف دولية

تظاهرات في الأردن ضد الحرب على داعش* «كريستيان ساينس مونيتور»
قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية أن الدراما المستمرة حول مصير الطيار الأردني إن لدى تنظيم الدولة الإسلامية تعزز من المشاعر المعادية للحرب على التنظيم وتخلق أزمة سياسية للملك عبدالله الثاني الذي يعتبر من حلفاء الولايات المتحدة في التحالف ضده. وقال تايلور لاك مراسل الصحيفة إن الأردنيين يتابعون قضية الطيار الذي تحطمت طائرته في 24 كانون الثاني/ديسمبر. 
وكان التنظيم قد أمهل الأردن 24 ساعة لإطلاق سراح ساجدة الريشاوي المعتقلة منذ عام 2005 لمشاركتها في تفجيرات الفنادق التي نفذها تنظيم القاعدة في العاصمة عمان. ولاحظت الصحيفة أن الرأي العام بدلا من شجب فعل الدولة الإسلامية تحول ضد الحكومة، ونظم الأردنيون التظاهرات وحملوا الحكومة مسؤولية تعريض حياة الأردنيين للخطر بالمشاركة في الحرب. 
وأدى توجيه إصبع الإتهام لولادة حركة معادية للحرب كما يقول لاك. فقد تحولت تظاهرات التضامن مع الكساسبة إلى احتجاجات ضد التحالف الدولي، حيث شجب المتظاهرون الولايات المتحدة وحلفاءها ووصفوهم بالجبناء والذين استخدموا دماء الأردن في الحرب ضد تنظيم الدولة. 
ووصلت التظاهرات إلى قصر الملك عبدالله الثاني نفسه، وانتعشت الحركة المعادية للحرب على الإنترنت واجتمع الناشطون تحت هاشتاغ «ليست حربنا» ودعوا الأردن إلى الانسحاب من التحالف ضد تنظيم الدولة. ولكن التحدي الأكبر الذي يواجه الأردن ودوره في الحرب جاء من عائلة الكساسبة نفسها والتي دعت الحكومة إلى الإنسحاب من التحالف وطرحت أسئلة حول ظروف تحطم الطائرة التي كان يقودها الكساسبة. 
وتنبع أهمية تحدي العائلة من الروابط القبلية التي تربط عشائر شرق الأردن بالحكم، حيث تعتبر عصب النظام والجيش. وفي حالة قررت عشائر الكرك حيث تنتمي عائلة الكساسبة لواحدة منها سحب أبنائها من الجيش، فسيؤثر على قدرة الجيش ودوره في التحالف الدولي حسب الصحيفة. 
وهو دور لا يقتصر على المشاركة بالطلعات الجوية بل وسمح الأردن للتحالف باستخدام قواعده الجوية للإنطلاق منها إلى سوريا، وتعتمد الولايات المتحدة وبشكل كبير على المخابرات الأردنية في عمان التي تنتزع المعلومات من المقاتلين العائدين من سوريا، حيث أصبحت المخابرات كما يقول مسؤولون «مصدرا مهما» لعمليات التحالف. 
ورغم الاحتجاجات الشديدة إلا أن الحكومة الأردنية لم تظهر إشارات للخروج من التحالف، فالمقاتلات الأردنية تواصل طلعاتها وقصفها لمناطق تنظيم الدولة. وأكد الملك عبدالله الثاني على استمرار مشاركة الأردن في التحالف، ففي لقاءين منفصلين مع عشائر الوسط والجنوب حاول الملك إقناع زعمائها بأن الحرب ضد تنظيم الدولة هي بالضرورة «حربنا»، وتدخل الملك شخصيا وأكد لعائلة الكساسبة أن الحكومة تعمل من أجل الإفراج عن ابنها. وترى صحيفة «نيويورك تايمز» أن الولاءات القبلية هي التي تدفع جهود الإفراج عن معاذ الكساسبة، مذكرة بالمقولة «في المملكة الأردنية الهاشمية، كل السياسة قبلية»، وهذا يفسر كما تقول رد الأردنيين على أزمة الرهينة الكساسبة بما في ذلك عرض الأردن تحرير متطرفين وعدم التحرك عندما هاجم المتظاهرون الملك في أثناء اجتماعه مع قادة الأجهزة الأمنية.
وترى أن الأمر لا يتعلق بحملة على وسائل التواصل الإجتماعي بل لأنه من قبيلة مؤثرة سياسيا.
ونقل عن صافي الكساسبة والد الطيار «البناء الاجتماعي في الأردن هو قبلي وليس قائما على مؤسسات»، وأضاف «الانسجام مهم ولكننا نشعر الآن أن كل عنصر في القبيلة يلقى دعما من كل قبيلة في الأردن». 
وتشير الصحيفة للطريقة التي قامت بها الدولة بدمج القبائل الأردنية في بنية الدولة بحيث جعلت البلد مقسما بين أبناء شرق الأردن و «الضفاويين» من أصول فلسطينية. وعادة ما ينظر لأبناء القبائل على أنهم موالون للدولة. 
ولهذا السبب سارع الملك عبدالله الثاني إلى منزل عائلة الكساسبة في الكرك بعد أسر معاذ وطمأنها بإنه سيعمل على تأمين عودته سالما. كما وضغطت قبيلة البرارشة التي تنحدر منها عائلة الكساسبة على الحكومة للإفراج عن الريشاوي. 
وتشير الصحيفة إلى مخاطر فشل الإفراج عن الطيار على المؤسسة الحاكمة وإمكانية اندلاع تظاهرات. 
وكيف أن الأردن تجنب الحديث عن الياباني غوتو الذي قتل يوم السبت خشية أن لا يتم الربط بينه وبين الطيار الأسير، رغم أن اليابان من الدول المانحة المهمة للأردن ووجود المسؤولين اليابانيين الذين عملوا على مدار الساعة للإفراج عن غوتو بدون نجاح.

 
 
الفئة: مقالاتي | أضاف: الثورة (02.02.2015)
مشاهده: 218 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
avatar