الرئيسية » مقالات » مقالاتي

العرب القطرية: كوردستان تنتظر الميلاد

العرب القطرية: كوردستان تنتظر الميلاد

عندما استطاعت تنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة على الموصل، ثاني أكبر مدينة عراقية، لتتوغل بعدها أكثر وأكثر مقتربة من الأكراد. تمكنت القوات الكوردية (البيشمركة) مدعومة بغارات الولايات المتحدة الجويّة على مناطق تمركز الدولة، من الهجوم على قوات الدولة وإجبارها على التراجع.

نشر موقع عرب القطرية اليوم الجمعة مقالاً تحت عنوان كوردستان تنتظر الميلاد جاء فيه "في شوارع مدينة أربيل، بتعدادها البالغ خمسمئة ألف نسمة، يتباهى الضباط والعساكر بالعلم الوطني على أزيائهم وربما تسمع النشيد الوطني في التلفاز الحكومي، الذي يُبثّ باللغة المحلية فقط. وستجد مباني للبرلمان ورئاسة الوزراء، وعدد من القنصليات لدول شتى، بدأ بعضها بالفعل في استخراج تأشيرات الدخول.

تقول مجلة «فورين بوليسي» الأميركية: إن المظاهر خداعة، فهذه ليست دولة مستقلة، بل شمالي العراق تحديداً، المعروف بحكومة كوردستان الإقليمية. وأشارت إلى أن العملة المحلية ما زالت الدينار العراقي – ويُتداول الدولار الأميركي في الأسواق الكوردية أيضاً. ولا تعترف أي من القنصليات الموجودة في أربيل بالدولة الكوردية، ولا حتى الحكومة الكوردية نفسها تعترف بالدولة الكوردية. وحتى الآن، ما زالت كوردستان العراقية واقعة تحت سيطرة بغداد.

ولفتت المجلة إلى أنه في يوليو من العام الماضي، طلب رئيس ( إقليم كوردستان) الحكومة الكوردية مسعود برزاني من البرلمان أن يبدأ في الإعداد لاستفتاء الشعب في أمر الاستقلال. وكان هذا رد فعلٍ متوقع عقب التفكك الصادم الذي لحق بالدولة العراقية بقيادة نور المالكي.
وقالت المجلة: أذهلت «الدولة الإسلامية» العالم عندما استطاعت السيطرة على الموصل، ثاني أكبر مدينة عراقية، لتتوغل بعدها أكثر وأكثر مقتربة من الأكراد. في مرحلة ما، اقترب جهاديو الدولة حتى صاروا على بعد 25 ميلا فقط من أربيل.

وتمكنت القوات الكوردية (البيشمركة) مدعومة بغارات الولايات المتحدة الجويّة على مناطق تمركز الدولة، من الهجوم على قوات الدولة وإجبارها على التراجع. لكن الأكراد لم يتوقفوا عند هذا الحدّ. فانهيار الجيش العراقي محطّم المعنويات في بقاع كثيرة من شمال العراق خلق فراغاً عسكريّاً سَعِد الأكراد بملئه بشدة. وبمحض الصدفة، وجد الأكراد أنفسهم يسيطرون على أرض أكثر بأربعين بالمئة من مناطق نفوذهم الأصلية قبل اندلاع الصراع.

هذا التوسّع جلب للأكراد مكسباً شديد الأهمية: مدينة كركوك، أو «أورشليم الأكراد» كما يسمّونها: القبلة السياسية والروحية لدولة كوردستان القادمة. زيادة على ذلك، فهي تقع في مركز أكبر حقول النفط العراقية – مصدر تمويل كافٍ لدعم اقتصاد دولة ناشئة.

وأشارت المجلة إلى أن الثلاثين مليون كوردي بالشرق الأوسط لا يعيشون في العراق وحدها بالطبع، لكن كلهم يحسّ بهبوب رياح التغيير. وبدأت إيران، ذات الأقليّة الكوردية الكبيرة نسبيّاً، تقوّي علاقاتها بالحكومة الكوردية، حيث تراها حليفا مهمّاً في صراعها مع الدولة الإسلامية. وفي سوريا، مكّنت الحرب الأهلية الأكراد من تأسيس إدارة ذاتية في الشمال الشرقي، لتختفي الحدود بين أكراد العراق وسوريا، ويسافر الأكراد ذهاباً وإياباً بلا الحاجة إلى تأشيرة دخول. يعني هذا أن الأكراد – أكبر أمّة بلا دولة رسمية في العالم – على وشك تأسيس موطن خاص بهم، بعد حوالي قرن من تقسيم القوى الغربية للشرق الأوسط والإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى، لتفرز الشرق الأوسط الذي نعرفه الآن، تاركةً الأكراد في العراء.

رغم هذا، نلاحظ أن الرئيس أوباما وأسلافه يمتنعون عن مباركة تأسيس دولة للأكراد. يرجع هذا إلى خوف – له مبرراته التي لا يمكن تجاهلها – من خلق لاعب جديد في المنطقة المشتعلة أساساً، وكيف سيؤثر هذا على استقرار الشرق الأوسط.

 

 
الفئة: مقالاتي | أضاف: الثورة (02.07.2015)
مشاهده: 213 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
avatar